كيفية ضبط إعدادات كاميرة الهاتف - التصوير الاحترافي

كيف اصور بالهاتف بشكل احترافي؟ نحتاج إلى التصوير بشكل احترفي دائمًا حتى وأن لم نكون صناع محتوى من المهم ان نتعلم الطرق الصحيحة للالتقاط الصور والفيديوهات بأعلى جدوة…

جهاد برواري
المؤلف جهاد برواري
تاريخ النشر
آخر تحديث

كيف اصور بالهاتف بشكل احترافي؟

نحتاج إلى التصوير بشكل احترفي دائمًا حتى وأن لم نكون صناع محتوى من المهم ان نتعلم الطرق الصحيحة للالتقاط الصور والفيديوهات بأعلى جدوة من خلال الهاتف.
كيفية ضبط إعدادات كاميرة الهاتف - التصوير الاحترافي
ضبط إعدادات كاميرة الهاتف - التصوير الاحترافي

ضبط إعدادات كاميرة الهاتف يدويًا

هل سبق أن رأيت صورة مذهلة التقطها صديقك بهاتفك نفسه، بينما صورك تبدو باهتة وغير واضحة؟ السر ليس في الهاتف، بل في الإعدادات المخفية التي يجهلها معظم المستخدمين! تخيل لو أنك تمتلك سيارة سباق فائقة السرعة لكنك تقودها دائمًا بالسرعة الدنيا، هذا بالضبط ما تفعله بكاميرا هاتفك. 

الكاميرات في الهواتف الذكية الحديثة أصبحت قوية بشكل مذهل، ولكن معظم المستخدمين يتركونها تعمل في الوضع التلقائي، مما يحد من إمكانياتها الحقيقية. في هذا الدليل، سنعلمك كيف تتحكم بكل تفصيله في كاميرا هاتفك لتحصل على صور تبدو وكأنها التقطت بكاميرا احترافية، وكيف تحول هاتفك إلى أداة إبداعية حقيقية!


كيف أضبط إعدادات كاميرا الجوال

الوضع التلقائي في كاميرا هاتفك رائع ومفيد، خاصة للمبتدئين أو عند التصوير في ظروف إضاءة مثالية. فهو يقوم بتقدير الإعدادات الأنسب تلقائيًا ليمنحك صورة مقبولة بأقل جهد. لكن ماذا لو أردت صورة تتجاوز "المقبولة" إلى "المذهلة"؟ هنا يبرز الوضع اليدوي (Manual Mode) أو الوضع الاحترافي (Pro Mode).

متى تستخدم الوضع التلقائي؟

  • عندما تكون في عجلة من أمرك ولا تملك الوقت لضبط الإعدادات.

  • في ظروف الإضاءة الجيدة والمشمسة، حيث تكون النتائج غالبًا مرضية.

  • للمبتدئين الذين يبدأون للتو في استكشاف التصوير الفوتوغرافي.

متى تضبط الإعدادات يدويًا؟

  • في الإضاءة المنخفضة واللقطات الليلية: حيث تحتاج إلى التحكم في كمية الضوء التي تدخل العدسة لتجنب الصور المظلمة أو المشوشة.

  • تصوير الحركة السريعة: لتجميد اللحظة أو لإظهار حركة بشكل فني (مثل ضبابية الماء المتدفق).

  • لتحقيق تأثيرات فنية محددة: مثل العزل الاحترافي (Bokeh) أو إضاءة معينة لا يمكن للكاميرا التقاطها تلقائيًا.

تختلف مرونة التحكم اليدوي قليلًا بين الهواتف. تقدم هواتف أندرويد مثل سامسونج (في هواتفها الرائدة) وشاومي مرونة كبيرة في الوضع الاحترافي (Pro Mode) المدمج، مما يتيح لك التحكم في معظم الإعدادات الأساسية. أما آيفون، فكاميراته تتفوق في المعالجة التلقائية الذكية، لكن التحكم اليدوي المتقدم يتطلب غالبًا اللجوء إلى تطبيقات الكاميرا الخارجية التي تفتح لك عالمًا جديدًا من الإمكانيات.


كيفية ضبط إعدادات كاميرا هاتف أندرويد

إذا كان هاتفك يعمل بنظام أندرويد، فستجد غالبًا "الوضع الاحترافي" (Pro Mode) ضمن خيارات الكاميرا. هذا هو مفتاحك للتحكم الكامل:

الوضع الاحترافي (Pro Mode):

  • ISO (حساسية الضوء): يحدد حساسية المستشعر للضوء.

    • لضوء النهار الساطع: اضبطه على 100-400. كلما كان الرقم أقل، قلت الضوضاء (التشويش) في الصورة.

    • للإضاءة المنخفضة أو الليل: ارفعه إلى 800 أو أعلى (حسب إضاءة المشهد). تذكر أن زيادة ISO تزيد من الضوضاء، لذا استخدمه بحذر. الهدف هو توازن بين الإضاءة وتقليل التشويش.

  • سرعة الغالق، المعروفة أيضًا بـ "Shutter Speed"، هي مقياس للوقت الذي يبقى فيه مستشعر الكاميرا مكشوفًا للضوء. كلما طالت مدة التعرض، زادت كمية الضوء التي تصل إلى المستشعر، والعكس صحيح. تلعب هذه المدة دورًا حاسمًا في كيفية ظهور الحركة في صورتك؛ فالسرعات العالية تجمد الحركة، بينما تخلق السرعات البطيئة تأثيرات ضبابية أو "تمويه للحركة" (motion blur).

    • للحركة السريعة عندما ترغب في تجميد اللحظة والتقاط التفاصيل الدقيقة للحركة السريعة، فإن مفتاحك هو استخدام سرعة غالق عالية. على سبيل المثال، سرعة تبلغ 1/1000 من الثانية أو أسرع تُمكّنك من تثبيت الأجسام المتحركة بوضوح، مما يجعلها تبدو وكأنها معلقة في الهواء. هذا مثالي لتصوير الرياضات، الحيوانات البرية، أو أي سيناريو تتطلب فيه الدقة في توقيف الحركة.

    • عندما تواجه ظروف إضاءة منخفضة أو تسعى لإنشاء تأثيرات فنية للحركة، مثل ضبابية الماء الحريرية في الشلالات أو مسارات ضوئية للمركبات، فإن استخدام سرعة غالق بطيئة هو خيارك الأمثل. فسرعة مثل 1/2 ثانية أو أطول تسمح للمستشعر بجمع المزيد من الضوء، مما ينتج عنه صورًا أكثر إشراقًا في الظلام، وفي الوقت نفسه، يتيح للحركة أن تُسجل كضبابية جميلة أو خطوط متدفقة، مضيفًا عمقًا وبعدًا إبداعيًا لصورك.

  • تخيل أنك تلتقط صورة، فتظهر الألوان فيها مائلة للزرقة أو الاصفرار، على الرغم من أن المشهد كان طبيعيًا تمامًا. هنا يأتي دور توازن اللون الأبيض (White Balance - WB). هذه الميزة الجوهرية في الكاميرا تُعنى بضبط الألوان لتظهر طبيعية وواقعية قدر الإمكان، وذلك بناءً على مصدر الإضاءة المحيط بك. سواء كنت تحت ضوء الشمس الساطع، أو إضاءة الفلورسنت، أو المصابيح المتوهجة، يعمل توازن اللون الأبيض على إزالة أي "صبغة لونية" غير مرغوبة، ليضمن لك صورًا بألوان دقيقة تعكس المشهد الحقيقي.

    • ضوء النهار (Daylight): للمشاهد الخارجية المضاءة بالشمس.

    • غائم (Cloudy): يضيف دفئًا للصور في الأيام الغائمة.

    • عندما تلتقط الصور في الأماكن المغلقة التي تضاء بمصابيح التنجستن التقليدية (المصابيح المتوهجة القديمة)، غالبًا ما تظهر الألوان في صورك مائلة إلى اللون الأصفر أو البرتقالي الدافئ. هنا يأتي دور إعداد "تنجستن" في توازن اللون الأبيض. هذا الإعداد مصمم خصيصًا لـتصحيح هذه الصبغة الصفراء غير المرغوبة، مما يضمن أن تبدو الألوان في صورتك طبيعية ومحايدة، وكأنك ترى المشهد بعينك المجردة، دون أي تأثير لوني من الإضاءة المحيطة.

    • فلورسنت (Fluorescent): يصحح الألوان الخضراء الناتجة عن إضاءة الفلورسنت.

  • تخيل أنك تلتقط صورة لمشهد جميل، ولكنها تبدو إما مظلمة جدًا أو ساطعة بشكل مفرط. هنا يأتي دور التعويض التعريضي (Exposure Compensation - EV)، وهو أداة قوية تمنحك القدرة على تعديل السطوع الكلي للصورة دون الحاجة لتغيير إعدادات الكاميرا الأساسية الأخرى مثل سرعة الغالق أو فتحة العدسة.

    ببساطة، يتيح لك هذا الإعداد "إخبار" الكاميرا بأن المشهد أكثر إشراقًا أو ظلمة مما تراه، مما يدفعها لزيادة أو تقليل التعريض الضوئي وفقًا لذلك. استخدمه لتفتيح المشاهد التي تبدو داكنة بعض الشيء، أو لتغميق تلك التي تبدو ساطعة جدًا، وكل ذلك مع الحفاظ على التفاصيل الغنية في كل من الظلال العميقة والمناطق الأكثر إضاءة في صورتك. هذا يضمن لك الحصول على تعريض مثالي يعكس رؤيتك الفنية بدقة.

إعدادات إضافية في أندرويد:

  • تفعيل HDR (High Dynamic Range): يعالج التعريض المفرط في المناطق الساطعة والظلال العميقة، ليمنحك تفاصيل أفضل في كل من المناطق المضيئة والمظلمة. عندما تواجه مشاهد تتميز بتباين حاد، مثل المناظر الطبيعية الخلابة التي تجمع بين السماء الساطعة والظلال العميقة، يصبح التحكم في التعريض أمرًا بالغ الأهمية. في هذه الحالات، يساعدك التعويض التعريضي على تحقيق التوازن المثالي. 

  • يمكنك استخدامه لتجنب فقدان التفاصيل في المناطق شديدة الإضاءة أو الغارقة في الظل، مما يضمن لك صورة نهائية متوازنة تعكس الجمال الكامل للمشهد، مع الاحتفاظ بجميع التفاصيل الغنية في كل من الأجزاء الفاتحة والداكنة.

  • استخدام Grid Lines (خطوط الشبكة): تظهر خطوطًا على الشاشة تساعدك على تطبيق قاعدة التثليث (Rule of Thirds)، وهي إحدى أهم قواعد التكوين في التصوير. ضع العناصر المهمة في نقاط تقاطع الخطوط للحصول على صور أكثر جاذبية وتوازنًا.


دليل ضبط إعدادات كاميرا آيفون

كاميرا آيفون معروفة ببساطتها وذكائها في التصوير التلقائي، لكن لفتح إمكانياتها الكاملة، ستحتاج إلى بعض الحيل:

التحكم اليدوي عبر تطبيقات خارجية:

بينما يتميز تطبيق الكاميرا الأساسي في آيفون بالبساطة والفعالية للاستخدام اليومي، إلا أنه لا يوفر تحكمًا يدويًا كاملاً في إعدادات التصوير كما هو الحال في بعض هواتف أندرويد المتقدمة. لذلك، إذا كنت تسعى لإطلاق العنان لإمكانيات آيفون التصويرية والتحكم في كل جانب من جوانب صورتك بشكل احترافي، فإن الاستعانة بتطبيقات الكاميرا من الطرف الثالث يصبح أمرًا لا غنى عنه. 

هذه التطبيقات تفتح لك عالمًا من الخيارات المتقدمة لضبط سرعة الغالق، فتحة العدسة، توازن اللون الأبيض، والمزيد، مما يمنحك المرونة والإبداع اللازمين لالتقاط صور استثنائية.ProCamera أو Halide: هذه التطبيقات هي الأفضل في فئتها وتمنحك تحكمًا كاملاً في:

    • ضبط التركيز (Focus) يدويًا: رائع للصور القريبة جدًا (الماكرو) حيث تريد تركيزًا دقيقًا على جزء معين من الكائن. اسحب شريط التركيز لضبطه بدقة.

    • تعديل درجة الحرارة اللونية (Color Temperature): يتيح لك التحكم في دفء أو برودة الألوان لجعلها تبدو طبيعية تمامًا أو لخلق مزاج فني معين. تقاس بالكلفن (K).

    • التحكم في سرعة الغالق و ISO: تمامًا كما في أندرويد، يمكنك ضبط هذه الإعدادات لتحقيق التعريض والإضاءة المثاليين.

استخدام ميزات iOS المدمجة:

  • التصوير الليلي (Night Mode): عند التصوير في الإضاءة الخافتة، يقوم آيفون بتفعيل الوضع الليلي تلقائيًا.

    • للحصول على أفضل نتيجة: حافظ على ثبات الهاتف قدر الإمكان أثناء التقاط الصورة. ستظهر أيقونة صفراء مع عدد الثواني التي سيستغرقها الالتقاط. كلما كان الهاتف ثابتًا، كانت النتيجة أفضل وأقل تشويشًا.

  • التصوير بـ RAW: تتيح لك بعض موديلات آيفون الأحدث (مثل iPhone 12 Pro وما بعده) التقاط صور بصيغة Apple ProRAW.

  • إن التقاط الصور بتنسيق RAW ليس مجرد خيار؛ بل هو خطوة أساسية للمصورين الذين يطمحون إلى أقصى درجات التحكم في إبداعاتهم. يكمن السر في أن ملفات RAW تحتفظ بالكمية القصوى من البيانات البصرية التي يسجلها مستشعر الكاميرا، وهذا يعني أنها تحتوي على معلومات غنية جدًا حول الألوان، التفاصيل، والتعريض الضوئي.

    هذه الثروة من البيانات تمنحك مرونة لا مثيل لها عند الانتقال إلى مرحلة تحرير الصور. في برامج متخصصة مثل Lightroom أو Snapseed، ستجد نفسك قادرًا على إجراء تعديلات جوهرية على التعريض، توازن اللون الأبيض، وحتى الألوان، دون أي فقدان ملحوظ في الجودة. 

  • على عكس التنسيقات المضغوطة مثل JPEG، فإن RAW يمنحك المساحة الكافية لتصحيح الأخطاء، استعادة التفاصيل من المناطق المظلمة أو المضيئة، وتحقيق الرؤية الفنية التي تتخيلها لصورك. باختصار، هو مفتاحك لإطلاق العنان للإمكانيات الكاملة لكل لقطة.تقليل الضوضاء (Noise Reduction) في الإضاءة الخافتة: 

  • بينما يقوم آيفون بذلك تلقائيًا، يمكنك في بعض الأحيان الحصول على نتائج أفضل عن طريق التحكم اليدوي في ISO (من خلال التطبيقات الخارجية) لتقليل الضوضاء أو باستخدام تطبيقات التحرير التي توفر أدوات متقدمة لتقليل الضوضاء.


نصائح لتحسين جودة صورك: تعلم هذا الفن

حتى مع الإعدادات المثالية، هناك بعض الحيل التي يمكن أن تنقل صورك إلى مستوى آخر:

  • التركيز على الإضاءة: الإضاءة هي روح الصورة. أفضل أوقات التصوير هي "الساعة الذهبية" (Golden Hour) بعد شروق الشمس مباشرة وقبل غروبها، حيث تكون الشمس منخفضة وتوفر إضاءة ناعمة ودافئة. تجنب التصوير في منتصف النهار تحت أشعة الشمس المباشرة، حيث تخلق ظلالًا قاسية.

  • تنظيف عدسة الكاميرا: هذه نصيحة بسيطة ولكنها تدهشني كم مرة يتجاهلها الناس! قبل التقاط أي صورة، امسح عدسة الكاميرا بقطعة قماش ناعمة ونظيفة (مثل قطعة قماش النظارات) لإزالة البصمات والأتربة. يمكن لقطعة غبار صغيرة أن تفسد صورة رائعة.

  • استخدام حامل ثلاثي (Tripod): لا غنى عنه عند التصوير في الإضاءة المنخفضة أو عند استخدام سرعات غالق بطيئة. يمنع الاهتزاز تمامًا ويضمن لك صورًا حادة وواضحة. هناك العديد من حوامل الهواتف الصغيرة والرخيصة المتاحة.

  • تجنب الزوم الرقمي: الزوم الرقمي في الهواتف يعمل على تكبير الصورة عن طريق قصها وتكبير البيكسلات، مما يؤدي إلى فقدان الجودة. بدلاً من ذلك، اقترب من العنصر إذا أمكن، أو قم بالتقاط الصورة ثم قصها (Crop) أثناء التحرير للحفاظ على الجودة الأصلية.

  • تطبيقات تحرير الصور: حتى لو التقطت صورة رائعة، فإن لمسة التحرير الأخيرة يمكن أن تحولها إلى تحفة فنية. تطبيقات مثل Adobe Lightroom Mobile و Snapseed (مجانية) تمنحك أدوات احترافية لضبط الألوان، السطوع، التباين، والحدة، وحتى تعويض بعض النقص في الإعدادات الأصلية.

  • تطبيق التصوير الاحترافي: يمكنك تحميل هذا التطبيق الذي يقوم بتحسين جودة تصوير الهاتف بشكل واضح لهواتف أندرويد أنقر على من هنا التحميل لتتمكن من الحصول عليه.


الكاميرا الاحترافية بين يديك! لا تتردد في تجربة هذه الإعدادات اليوم، واستكشف حدود الإمكانيات الإبداعية لهاتفك. تذكر: الإبداع لا يحتاج إلى معدات باهظة، بل إلى معرفة تستثمرها في أدواتك المتاحة. شاركنا أول صورة مذهلة التقطتها بعد تطبيق هذه النصائح، واجعل هاتفك كاميرتك الاحترافية الجديدة!

تعليقات